أَيَا لَحْنَاً عَلَى وَتَرِي يُعَانِدُنِي
بِغَيْرِ أَنَامِلِي تَشْدُو
بِصَوْتٍ بَاتَ يُزْعِجُنِي
رُوَيْداً فَالصَّدَى يَسْرِي
إِلَى قَلْبٍ
يُعَادِينَا
وَرِفْقاً بِالَّذِي كَانَ الْهَوَى يَوْماً يُؤَانِسُهُ
فَبَعْضُ الرِّفْقِ لَا يَعْنِي
تَدَانِينَا
.
أَيَاْ لَحْنَاً عَلَى وَتَرِي
أَتَذْكُرُنِي?
عَلَى وَتَرٍ تَمَدَّدَ بَيْنَ أَوْرِدَتِي
صَدَى لَحْنٍ مِنَ الْمَاضِي
يُرَاوِدُنِي
بِنَبْضٍٍ قَدْ عَزَفْنَاهُ
فَأَبْدَعَنَا
بِصِدْقٍ قَدْ سَمِعْنَاهُ
فَأَمْتَعَنَا
كَعَهْدٍ قَدْ حَفِظْنَاهُ
فَضَيَّعَنَا !
.
أَيَاْ لَحْنَاً عَلَى الْأَطْلَالِ
يَبْكِيِنَا
بِأَوْتَارٍ مِنَ الْوَجْدِ
الَّذِي يُدْمِي مَآَقِينَا
بِشَدْوٍ كَانَ يُسْعِدُنَا
فَبَاتَ الْآَنَ يُشْقِينَا
وَبَرْدٌ مِنْ نَدَى طَلٍ
كَمَا الْبُرْكَانُ يَكْوِينَا
تَمَزَّق بَيْنَنَا وَتَرٌ
فَأَيُّ اللَّحْنِ يُشْجِينَا ?
تَبَاعَدَ بَيْتُنَا عَنَّا
فَمَنْ إِلَّاهُ يَأْوِينَا
وَغَاْبَ الْأَهْلُ عَنْ أَهْلِي
شَرِيدٌ في رُبَا وَطَنِي
بِلَاْ أَهْلٍ .. بِلَا بَيْتٍ
بِلَاْ فَرْحٍ .. بِلَا شَجَنٍ
تَرَانِيمَاً مِنَ الْأَتْرَاحِ تَرْثِينَا
.
أَيَا لَحْنَاً بِذَاكِرَتِي
يُوَاسِينِي
عَلَى وَتَرٍ مِنَ الصَّبْرِ الذِّي أَرْجُوهُ
حِصْنَاً مِنْ شَيَاطِينٍ
تُوَسْوِسُ لِي فَتَسْحَقَنِي
بِقَفْرٍ مُجْدِبٍ يُدْمِي
بِأَشْوَاكٍ تُمِزِّقُنِي
بِلَا نَفْسٍ تُؤَانِسُنِي
فَلَا غَادٍ وَلَا رَاحٍ
وَأَوْغَلَ فَقْدُكَ الْقَاسِي
فَحَاصَرَ كُلَّ أَفْرَاحِي
وَسَلَّمَنِي بِلَا رِفْقٍ
لِقَلْبٍ مِنْ شَظَا هَجْرٍ
كَمَا السَّيَّافُ ذَبــَّاحُ
.
أَيَا لَحْنَاً عَلَى وَتَرِي
هَلُمَّ إِليَّ فَابْكِيني
فَمَا عِنْدِي سِوَى جُرْحٍ
بِلَا سَيْفٍ سَيُدْمِينِي
فَيَا وَتَرَاً عَشِقْنَاهُ
تَمَزَّقَ فِي شَرَايِينِي
أَنَاْ أُهْدِيكَ إِيـــَّاهُ
لِتَذْبَحَنِي وَتُضْنِينِي